دوستويفسكي.. عبقري الأدب الروسي الذي ودّعه الآلاف بعد حياةٍ قاسية
في مشهد مهيب، شيّع الآلاف الكاتب الروسي العملاق فيودور دوستويفسكي، أحد أعظم أعلام الأدب العالمي، الذي رغم حياته التي اتسمت بالفقر والوحدة والمعاناة، ترك أثرًا إنسانيًا وأدبيًا لا يُنسى.
عاش دوستويفسكي حياة شاقة، طاردته الديون وداهمه مرض الصرع، وفقد اثنين من أبنائه في سن مبكرة، كما عانى من خيانة أقربائه وجفاء زملائه الأدباء، وتجاهل الدولة التي لم تقدر إنسانيته ولا إبداعه. ومع ذلك، لم يفقد صدقه ولا طيبته ولا قلمه، الذي واجه به العالم القاسي وسجل من خلاله أعذب صور الإنسانية في أبهى تجلياتها.
في روايته الأولى "الفقراء"، عبّر دوستويفسكي بدقة عن مأساة الحياة قائلاً:
"الفقر يجعل الأحداث البسيطة معقدة ومؤلمة.. الفقر يفقد الإنسان هيبته واحترامه.. الفقر يجعل الحياة لا تُطاق."
وقال في موضع آخر: "لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي."
ورغم وحدته في الحياة، فقد رحل دوستويفسكي محاطًا بجماهير غفيرة، ودّعته بكل تقدير ومحبة، اعترافًا بإرثه الأدبي العميق وإنسانيته التي خلدها في رواياته الخالدة، والتي لا تزال تُلهم أجيالًا من القرّاء حول العالم.