سيد بدرية: وجه عربي يكتب التاريخ في هوليوود



هوليوود – خاص

فتحى الضبع 

"من بورسعيد إلى هوليوود، ومن الهامش إلى جوائز البافتا"... بهذه الكلمات يمكن تلخيص مسيرة الفنان المصري الأمريكي سيد بدرية، الذي شق طريقه في صناعة السينما العالمية متحديًا الصعاب والصور النمطية، ليصبح أحد أبرز الوجوه العربية في السينما الأمريكية.

 البداية من لا شيء

وُلد سيد بدرية عام 1957 في محافظة بورسعيد، وبدأ حياته بعيدًا عن الأضواء، كبائع عطور في شوارع القاهرة. لم يكن يتخيل أن شغفه بالفن سيقوده لاحقًا إلى قلب صناعة السينما العالمية. هاجر إلى الولايات المتحدة في أواخر السبعينيات، وهناك التحق بمدرسة السينما في جامعة نيويورك العريقة (Tisch School of the Arts)، حيث بدأت رحلته الجادة مع التمثيل والإخراج.

 وجه عربي في أفلام عالمية

رغم صعوبة البدايات، استطاع بدرية أن يحجز لنفسه مكانًا في عدد من أفلام هوليوود الضخمة. ظهر في أفلام 

ورغم أن معظم أدواره كانت لعرب أو مسلمين في أدوار ثانوية أو نمطية، إلا أنه كان دائمًا يسعى لتقديم الشخصية بعمق، وكثيرًا ما طالب بتغيير الصورة النمطية للعرب في السينما الغربية.

 البافتا.. تتويج لمسيرة طويلة

في عام 2024، حصد فيلمه القصير Jellyfish and Lobster جائزة بافتا لأفضل فيلم قصير، ليكون أول مصري ينال هذه الجائزة في هذه الفئة. لم يكن دوره في الفيلم تمثيليًا فقط، بل شارك في كتابته وإنتاجه أيضًا. وقد حظي الفيلم بإشادة نقدية واسعة وشارك في عدة مهرجانات عالمية.

أكثر من مجرد ممثل

لم يقف طموح بدرية عند التمثيل، بل أسس شركته الإنتاجية الخاصة "Zoom In Focus"، واهتم بإنتاج أفلام ذات طابع إنساني وسياسي. كما أخرج فيلمًا وثائقيًا عن ترميم التراث السينمائي المصري بعنوان Saving Egyptian Film Classics، في محاولة لإنقاذ جزء مهم من ذاكرة السينما العربية.

فخور بأصوله.. رغم الغربة

رغم سنواته الطويلة في أميركا، لم ينسَ سيد بدرية جذوره المصرية، وغالبًا ما يصرح في لقاءاته بأن "نجاحه لم يكن ليتحقق لولا نشأته في مصر"، ويرى أن من واجبه تمثيل العرب والمسلمين بصورة أكثر واقعية وإنسانية في هوليوود.

يُعد سيد بدرية اليوم صوتًا فنيًا مختلفًا، ومثالًا على أن الحلم لا يعرف الحدود. من شاب بسيط في شوارع بورسعيد إلى فنان عالمي على سجادة مهرجانات السينما، يقدم بدرية قصة نجاح ملهمة، تدمج بين الهوية والموهبة والإصرار.

في إنجاز سينمائي لافت، يواصل النجم العربي الأمريكي سيد بدرية كتابة سطور النجاح في هوليوود، بعد أن أثبت مجددًا قدرته على كسر الصور النمطية، وتمثيل العرب في أدوار إنسانية عميقة وملهمة. حيث تألق في الفيلم القصير "Jellyfish and Lobster"، الذي اقتنص جائزة أفضل فيلم بريطاني قصير في حفل جوائز BAFTA لعام 2024، كما تأهل للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير لعام 2025، بعد فوزه في مهرجانين مؤهلين للأوسكار.

وفي مغامرة فنية جريئة، قبل بدرية هذا الدور في فيلم طلابي من إنتاج المدرسة الوطنية للسينما والتلفزيون في المملكة المتحدة، دون أجر، متحديًا تاريخًا طويلاً من حصره في أدوار "الإرهابي العربي" التي لازمته لعقود. سافر من لوس أنجلوس إلى لندن مرتين على نفقته الخاصة، ليقدم شخصية مصاب بمرض الزهايمر، بكل صدق وإنسانية، ما جعل أداءه محط إشادة نقدية واسعة، واستحق عن جدارة جائزة التميز في التمثيل بمهرجان دنفر السينمائي الدولي 2024.

ويمثل هذا الدور نقلة نوعية في مسيرة الفنان المصري الأصل، إذ يسعى بدرية من خلاله إلى إعادة تعريف صورة العربي في السينما الغربية، مؤمنًا بأن الفن أداة قوية لتغيير المفاهيم وكسر الحواجز الثقافية.

في موازاة هذا النجاح، شهد مهرجان بيفرلي هيلز السينمائي الدولي لعام 2025 تتويجًا آخر لمسيرته، حيث شارك بدرية في فيلم "Hello Beautiful" الحائز على جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم. الفيلم من إخراج زيد حمزة، وتأليف الكاتبة كريستين هاندي، وبطولة تريشا هيلفر وطارق بشارة، الذين أبدعوا في تقديم قصة إنسانية أثرت في الجمهور والنقاد على حد سواء.

ويمتلك سيد بدرية مسيرة غنية تمتد لعقود، شارك خلالها في أعمال سينمائية عالمية مثل Iron Man، Independence Day، The Insider، Stargate، إضافة إلى بطولات سينمائية عربية وأمريكية. كما أنه حاصل على عضوية نقابة الممثلين الأمريكية، وعمل مساعدًا مع كبار مخرجي هوليوود مثل جيمس كاميرون.


 سيد بدرية لم يعد مجرد ممثل عربي في هوليوود، بل بات رمزًا للنضال الفني والتمثيل الثقافي الحقيقي، مقدمًا دروسًا للأجيال القادمة في قوة الإصرار، وإمكانية تحقيق الحلم، مهما كان بعيدًا.

 ذهب بعيدا إلى أي دولة أخرى غير مصر. وربما حدثك عقلك : كيف يستطيع ممثل مصري أن يشارك في هذه الأفلام العالمية؟ ولكنها الحقيقة..إنه الممثل المصري "سيد بدرية" خريج مدرسة السينما في نيويورك. والذي لم يكتفي بالحصول على أدوار في السينما العالمية - ولو كانت صغيرة - بل عمل مساعدا لعدد من المخرجين العالميين مثل جيمس كاميرون مخرج فيلم "تايتانك" الشهير . واستطاع  كممثل مصري آنذاك أن يحصل على عضوية نقابة الممثلين الأمريكية، كما حصل على بطولة أكثر من عشرة أفلام حتى وقت كتابة هذه السطور ومنها:Americaneast ، Gargo، Chicago Mirage


حياة "بدرية" مادة خصبة لفيلم روائي ,,, منذ سفره إلى أمريكا في عام 1979 وسنوات طويلة من الكفاح استطاع هذا الشاب البسيط الذي خرج من حواري بورسعيد أن يحقق حلمه ويدخل من بوابة السينما العالمية في هوليوود من أوسع أبوابها حكاية هذا الممثل المصري الذي يعرفه كبار نجوم السينما العالمية والتي كثيرا ما يحكيها بصوته عبر تواصله مع محبيه من خلال غرف الدردشة المصرية التي يقضي بها "سيد" أوقات طويلة يحاورهم ويحكي لهم حكايته حكاية "ابن الحارة" الذي خرج إلى العالمية.