في وجه الحصار، تبحر سفينة 'حنظلة' نحو غزة"




فتحي الضبع 

سفينة "حنظلة" هي واحدة من المبادرات الدولية الرمزية والإنسانية التي تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، والذي أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة تمسّ حياة أكثر من مليوني إنسان.

خلفية عن السفينة وتسميتها

أُطلق على السفينة اسم "حنظلة"، تيمّنًا بالشخصية الرمزية التي ابتكرها الرسام الفلسطيني ناجي العلي، والتي أصبحت رمزًا للمقاومة والتمسك بالحقوق الفلسطينية. وتمثل تسمية السفينة بهذا الاسم إشارة قوية إلى التمسك بالمبادئ والحقوق، والتحدي في وجه الظلم والحصار.

من يقف وراء المبادرة؟

المبادرة تُدار من قبل اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وهي جزء من تحالف دولي من نشطاء حقوق الإنسان ومنظمات إنسانية، تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة من خلال إرسال سفن محمّلة بالناشطين والمساعدات، تأكيدًا على عدم شرعية الحصار.

الرحلة نحو غزة

تُعد رحلة سفينة "حنظلة" جزءًا من المرحلة الأخيرة ضمن حملة بحرية دولية انطلقت من عدة موانئ أوروبية، آخرها ميناء "جاليبولي" الإيطالي. وتحمل السفينة على متنها عددًا من الناشطين من دول مختلفة، وأدوية ومساعدات رمزية، بهدف كسر الحصار وتحدي القوانين الإسرائيلية التي تمنع السفن من الوصول إلى القطاع.

حادثة التخريب قبيل الإبحار

في يوم الأحد، 27 يوليو 2025، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن تعرض السفينة لمحاولة "تخريب خطيرة" في ميناء جاليبولي الإيطالي، قبيل انطلاقها نحو غزة. وتمثلت الحادثة في:

لف حبل بإحكام حول مروحة محرك السفينة، في محاولة واضحة لتعطيل المحرك وإيقاف الرحلة.

العثور على مادة كيميائية حارقة داخل خزان ماء في مطبخ السفينة، ما أدى إلى إصابة بعض أفراد الطاقم.

أكدت اللجنة أن لديها تسجيلات مصورة توثق هوية المتورطين، ودعت السلطات الإيطالية والدولية إلى فتح تحقيق فوري ومحاسبة الجناة.

ردود الفعل والمطالب

طالبت اللجنة الدولية المجتمع الدولي بـ:

توفير ممر آمن للسفينة نحو غزة، وحمايتها من أي أعمال قرصنة قد ترتكبها إسرائيل في المياه الدولية.

عدم التواطؤ مع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والذي اعتبرته انتهاكًا للقانون الدولي ولاتفاقيات حقوق الإنسان.

محاسبة الأطراف المسؤولة عن محاولة التخريب التي كادت أن تُفشل المهمة السلمية والإنسانية.

أهمية السفينة ورسالتها

سفينة "حنظلة" ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي رمز سياسي وأخلاقي لمقاومة الحصار، وتحمل في طيّاتها عدة رسائل:

تضامن شعوب العالم مع غزة ورفض الحصار الإسرائيلي المفروض.

فضح الممارسات الإسرائيلية في البحر، التي تشمل منع السفن الإنسانية واحتجاز النشطاء.

محاولة لكسر صمت العالم تجاه المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.

التحديات التي تواجهها السفينة

تهديدات إسرائيلية بمنع وصول السفن إلى غزة، غالبًا ما تنفذها بزوارق حربية في عرض البحر.

غياب الدعم الرسمي من الحكومات الأوروبية، التي غالبًا ما تُحجم عن التدخل خشية التصعيد مع إسرائيل.

محاولات تخريب كما حدث في ميناء جاليبولي، وهو ما يعكس وجود جهات متضررة من وصول هذه الرسائل إلى الرأي العام العالمي.

سفينة "حنظلة" ليست مجرد رحلة بحرية، بل صرخة ضمير عالمي ضد الظلم والحصار والاحتلال. إنها تعبير عن إصرار الشعوب على دعم القيم الإنسانية وحق الفلسطينيين في الحياة والحرية. ورغم التحديات والتخريب والقرصنة المحتملة، فإن رمزية هذه السفينة تبقى أقوى من أي محاولة لإسكات صوت العدالة.