زيارة الأئمة الأوروبيين إلى إسرائيل برعاية ELNET تثير جدلًا واسعًا: بين أهداف "التعايش" ومخاوف "التطبيع الديني"



في خطوة مثيرة للجدل، نظّمت شبكة الريادة الأوروبية (ELNET) خلال يونيو 2025 زيارة رسمية لوفد من الأئمة الأوروبيين إلى إسرائيل، ضمت شخصيات دينية تقود مؤسسات إسلامية في فرنسا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى. الزيارة، التي تمّت بدعوة مباشرة من الشبكة، هدفت – بحسب المنظمين – إلى تعزيز "الحوار بين الأديان" والتعرّف على "واقع التعايش" في إسرائيل.

شمل برنامج الرحلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، وزيارات لمواقع دينية بارزة مثل كنيسة القيامة، حائط البراق (المبكى)، إضافة إلى مؤسسات دينية وأكاديمية في القدس وتل أبيب. ووصفت ELNET الزيارة بأنها محاولة لـ"كسر الصور النمطية" لدى المسلمين الأوروبيين تجاه إسرائيل.

لكن هذه الخطوة لم تمر دون ردود فعل قوية، خاصة في العالم العربي والإسلامي، حيث قوبلت بموجة غضب واستنكار، ووصفت بأنها محاولة لـ"التطبيع الديني الناعم" و"اختراق للصف الإسلامي في أوروبا" عبر استغلال البعد الديني. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حملات تهاجم الوفد، وتصف المشاركين فيه بـ"الخونة" و"الأدوات في يد اللوبي الصهيوني".

حتى داخل الجاليات المسلمة في أوروبا، أثارت الزيارة صدمة واسعة، وسط تساؤلات عن هوية شبكة ELNET وأهدافها الحقيقية، لا سيما أن كثيرًا من المسلمين الأوروبيين يجهلون نشاط هذه المنظمة التي تصف نفسها بأنها منصة لتعزيز العلاقات الأوروبية-الإسرائيلية على أسس "قيم ديمقراطية مشتركة".

ورأى مراقبون أن هذه الزيارة تمثل تحولًا في استراتيجية ELNET، التي اعتادت التأثير في الدوائر السياسية والإعلامية الأوروبية، لكنها بدأت مؤخرًا تتوجه نحو الحقل الديني، في محاولة للتأثير على الوعي الجمعي للمسلمين في الغرب، والتقليل من حدة التضامن الإسلامي مع القضية الفلسطينية.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعدًا في حملات المقاطعة ودعم حقوق الفلسطينيين، مما يثير تساؤلات حول توقيت هذه الزيارة وأهدافها العميقة، ومدى ارتباطها بمحاولات إعادة صياغة مواقف المسلمين الأوروبيين تجاه الصراع.

ختامًا، تكشف هذه الزيارة عن معركة ناعمة تُدار في خلفية المشهد السياسي والديني، ما يفرض على الجاليات المسلمة والعربية في الغرب ضرورة تعزيز الوعي والمعرفة بخلفيات المنظمات المؤثرة، وأهمية بناء أدوات فكرية ومؤسساتية لمواجهة مثل هذه التحركات بعيدًا عن ردود الفعل الآنية.