غزة والدعاية الصهيوامركية

 



بقلم الدكتور محمد كمال علام 

صوفيا 

الحقيقة والخيال في  أن مصر تشارك الحصار حول غزة برغم  ارسال العديد من الحافلات

 الغذائية المصرية ولكن استخدام الإخوان هذه الأكاذيب وعدم رد المصريين عليهم من احدث بلبلة في الشارع المصري 

بالطبع بعد الحملة المغرضة التي تقوم بها الاخوان المتاسلمين والدكاكين السياسية والطاطابور الخامس وجب علي ان اقدم ، إليك تحليلًا شاملًا يتناول موضوع مشاركة مصر في حصار غزة بين الحقيقة والخيال، مع توضيح الموقف الرسمي، والأكاذيب التي تروجها جماعة الإخوان، وتأثير غياب الرد المصري الرسمي في خلق حالة من البلبلة

الحقيقة والخيال: هل تشارك مصر فعلًا في حصار غزة؟

مقدمة

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، عادت بعض الأصوات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، عبر وسائل التواصل والمنصات الإعلامية التابعة لها، لتروج لمزاعم بأن مصر تشارك في حصار غزة وتمنع إدخال المساعدات، وتغلق معبر رفح. وبينما هذه المزاعم تلقى صدى لدى بعض فئات الشارع العربي، فإن الحقيقة أكثر تعقيدًا وتستوجب تفكيك المشهد من زواياه السياسية والإنسانية والأمنية

أولاً: ما هو موقف مصر الرسمي من حصار غزة؟

 فتح معبر رفح وعبور المساعدات

مصر هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تفتح معبرًا بريًا مع قطاع غزة وهو معبر رفح

منذ بداية الحرب، أرسلت مصر أكثر من 50 قافلة مساعدات إنسانية، تشمل الغذاء، الدواء، والمستشفيات الميدانية

دخل عبر مصر عشرات الجرحى للعلاج في مستشفياتها، كما تم نقل آلاف الأطنان من المساعدات التي اشتركت بها جمعيات مصرية وأجنبية

 معارضة مصر للحرب

الموقف المصري منذ البداية كان واضحًا برفض الحرب والدعوة إلى وقف إطلاق النار

مصر دعت مرارًا لوقف إطلاق النار، وعملت على استضافة مفاوضات تهدئة غير معلنة بين الأطراف

 الوساطة المصرية

مصر تلعب دور الوسيط الأساسي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ما يجعلها في موقع حساس لا يسمح لها بالتصعيد العلني

ثانيًا: ما الذي تروّجه جماعة الإخوان؟

تقوم جماعة الإخوان وحلفاؤها في الإعلام (الجزيرة، قنوات المعارضة في تركيا، منصات إلكترونية) بنشر

صور وفيديوهات مزيفة أو خارج السياق لما يُقال إنه "حصار مصري لغزة"

 اتهامات مباشرة بأن الجيش المصري يهدم الأنفاق ويمنع الإمدادات عن غزة

 التشكيك في نوايا القوافل المصرية واعتبارها مجرد "دعاية إعلامية"

أهداف هذه الرواية

تشويه صورة الدولة المصرية في الداخل والخارج

إعادة إحياء رمزية الإخوان كـ "مدافعين عن فلسطين" رغم غياب أي دور فعلي لهم في دعم المقاومة

إثارة الشارع المصري ضد قيادته، واستغلال العاطفة الشعبية تجاه فلسطين

ثالثًا: لماذا يصدق بعض الناس هذه الروايات؟

غياب خطاب رسمي إعلامي واضح

كثير من المصريين لا يجدون ردودًا تفصيلية من الإعلام الحكومي أو المتحدثين الرسميين ترد على حملات الأكاذيب، مما يجعل الساحة مفتوحة للتأويل

 الارتباط العاطفي مع غزة

المصري بطبعه منحاز للفلسطينيين، وأي رواية تمسهم تُستقبل بتعاطف عاطفي فوري، دون تدقيق سياسي أو أمني

 التشويش الإعلامي

تعدد الروايات، وكثرة الفيديوهات على منصات مثل "تيك توك" و"يوتيوب"، تربك الرأي العام وتضعه في منطقة رمادية


رابعًا: ماذا عن الأنفاق والتضييق الأمني؟

نعم، هناك تشديد مصري على الأنفاق، ولكن

هذه الأنفاق كانت تُستخدم لتهريب السلاح والمخدرات والمتطرفين، وليس فقط الغذاء

ثبت تورط عدد من هذه الأنفاق في عمليات تهدد الأمن القومي المصري، وخاصة في شمال سيناء

من حق الدولة حماية حدودها، خاصة في ظل وجود تنظيمات إرهابية تنشط على الحدود

خامسًا: لماذا لا ترد مصر رسميًا وبقوة؟

النهج المصري هو الصمت الحكيم في قضايا حساسة، خصوصًا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية

القيادة المصرية تدرك أن النقاش العلني قد يدخلها في سجالات تخدم الخصوم أكثر مما تفندهم

مصر تعتمد على الأفعال لا الأقوال، وتترك القوافل والمساعدات والمواقف السياسية لتتحدث عن نفسها

سادسًا: النتائج المترتبة على هذه البلبلة

 إضعاف الدعم الشعبي المصري للقضية الفلسطينية نتيجة التشويش الإعلامي

 استغلال جماعات متطرفة للأكاذيب لإشعال العنف أو نشر التحريض

 محاولة الإخوان العودة للمشهد السياسي تحت لافتة "نصرة غزة"

الحقيقة أن مصر لا تشارك في الحصار، بل هي المنفذ الإنساني الوحيد لغزة، وهي الوسيط الأول بين الفصائل وإسرائيل. لكن الخيال الذي يروجه الإخوان يستغل العاطفة والفراغ الإعلامي الرسمي لتشويه هذا الدور. المطلوب هو تعزيز الخطاب المصري الرسمي والإعلامي، وتوعية الرأي العام داخليًا وخارجيًا بالحقيقة الكاملة، لأن المعركة الإعلامية لا تقل خطورة عن المعركة السياسية

د\ محمد كمال علام

مدير المركز العربى للدراسات والاعلام في صوفيا بلغاريا