هانا توماس.. الناشطة الأسترالية التي أبصرت العالم بعين الحرية




سيدنى

في مشهد اختلط فيه الألم بالشجاعة، عادت الناشطة الأسترالية هانا توماس إلى شوارع سيدني، ليس كما كانت، بل كرمز جديد للمقاومة. فقد كانت إحدى المشاركات في مظاهرة داعمة لفلسطين، حين فقدت عينها اليسرى إثر اعتداء عنيف من قوات الشرطة الأسترالية قبل أسابيع. ورغم الألم والخسارة، قررت هانا أن تكون خسارتها بداية وليس نهاية.

عادت هانا إلى المكان ذاته الذي نزفت فيه، متقدمة صفوف "مظاهرة سيدني الكبرى" بعين واحدة، بينما غطت الأخرى برقعة سوداء خُيط عليها علم فلسطين. لم تكن تلك الرقعة مجرد ضمادة، بل راية صامتة تصرخ بالحق. تقول إحدى صديقاتها:

"هانا أرادت أن تقول إن القضية أكبر من ألمها، وأنها مستعدة لأن ترى العالم بعين واحدة، إن كانت الأخرى ثمناً للحرية."

قبل تلك الحادثة، لم تكن هانا شخصية معروفة على نطاق واسع. أما اليوم، فقد تحوّلت إلى رمز عالمي للنضال السلمي والدفاع عن القيم الإنسانية. لم تختر الصمت، بل واجهت القمع برسالة مدوية، أكدت فيها أن القضية الفلسطينية ليست صراع أديان، بل معركة بين الظلم والعدالة، بين الاحتلال والحرية، بين الإنسانية والوحشية.

هانا، بعين واحدة، كشفت عيون العالم على ما حاول الكثيرون تجاهله. خسرت جزءاً من جسدها، لكنها ربحت احترام الشعوب، وكتبت اسمها في سجل المناضلين من أجل الحق.