رئيس فيتنام يبدأ زيارة إلى مصر لبحث تعزيز الشراكة الشاملة وتوسيع التعاون الثنائي
القاهره
فتحي الضبع
بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، يقوم رئيس فيتنام لونغ كونغ بزيارة مصر فى الفترة من 3-6 أغسطس الجارى، وفقًا لما أعلنه المتحدث بإسم وزارة الخارجية الفيتنامية فام ثو هانغ.
وقال هانغ: تأتى زيارة الدولة للرئيس لونغ كونغ وزوجته، برفقة الوفد الفيتنامى رفيع المستوى إلى مصر فى سياق التطور المتميز للعلاقات بين البلدين.
وفقًا لسفير فيتنام بالقاهرة نجوين هوى دونغ، تتمتع الزيارة بأهمية استراتيجية ومن المتوقع أن يكون لها تأثير دائم على تطوير العلاقات الثنائية، فى الوقت الذى ينطلق فيه البلدين فى عهد جديد من النمو والتطور.
حيث أكد، أن العلاقة بين البلدين وثيقة بشكل خاص منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولها تاريخ طويل، وأن مصر كانت أول دولة فى شمال إفريقيا تعترف رسميًا بفيتنام كاقتصاد سوق كامل فى نوفمبر 2013.
وأضاف السفير، تُعدّ هذه الزيارة حدثًا سياسيًا خارجيًا هامًا للبلدين وتحمل أهمية خاصة، إذ تُظهر الالتزام بإحداث نقلة نوعية والارتقاء بالعلاقات وتوطيد الثقة السياسية وتعميق الصداقة التقليدية، وبالتالى خلق زخم وفتح مرحلة جديدة من التعاون، لا سيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، وكذلك الدول الأفريقية.
وقال السفير: للزيارة الرسمية التى يقوم بها الرئيس لونغ كونغ إلى مصر أهمية استراتيجية، ولها آثار طويلة المدى على تطوير العلاقات الفيتنامية-المصرية فى ظل دخول البلدين مرحلة جديدة من التطور.
وأكد، أن هذه هى أول زيارة دولة لرئيس فيتنامى إلى مصر منذ أكثر من سبع سنوات، منذ زيارة الرئيس تران داى كوانغ إلى مصر عام 2018.
وأضاف السفير، تأتى الزيارة فى وقت حاسم لكلا البلدين، حيث تسعى فيتنام جاهدةً لتحقيق أهداف ومهام الشؤون الخارجية التى حددها المؤتمر الوطنى الثالث عشر للحزب الشيوعى الفيتنامى، وتحقيق العديد من الإنجازات فى المؤسسات والبنية التحتية لخدمة التنمية الوطنية، استعدادًا للمؤتمر الوطنى الرابع عشر للحزب الشيوعى الفيتنامى، والتحضير لتلخيص مشروع "تطوير العلاقات بين فيتنام ودول الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الفترة 2016-2025" ومشروع "تطوير العلاقات بين فيتنام والاتحاد الأفريقى خلال الفترة 2021-2025".
فى الوقت نفسه، تُعزز مصر التنفيذ الناجح لاستراتيجية رؤية مصر 2030 لتطوير الاقتصاد، ومواصلة ترسيخ مكانتها فى المنطقة والعالم.
وتابع السفير: خلال الزيارة يُجرى الرئيس لونغ كونغ محادثات رفيعة المستوى مع الرئيس السيسى، مشيرًا، إلى أنهما سيسعيان إلى تطوير آليات تعاون جديدة والاستفادة منها بشكل أفضل، على أساس احترام القانون الدولى والاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية والنظام السياسى لكل دولة.
ويلتقى رئيس فيتنام أيضًا مع رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى، ورئيس مجلس الشيوخ عبد الوهاب عبد الرازق، ورئيس مجلس النواب حنفى الجبالى.
كما يزور مقر جامعة الدول العربية ويُلقى خطابًا سياسيًا، بالإضافة إلى ذلك يلتقى الرئيس مع مسؤولى السفارة الفيتنامية، بالإضافة إلى الفيتناميين المقيمين والدارسين والعاملين فى مصر.
وتابع السفير: منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1963 حققت الصداقة التقليدية بين البلدين إنجازات ملحوظة وتوسعت فى مجالات عديدة، مرتكزة على الصداقة والمساواة والاحترام المتبادل والتعاون ذى المنفعة المتبادلة، بما يعود بالنفع على شعبى البلدين.
كما أشار، إلى تنامى التعاون بين بلديات البلدين وسلط الضوء على التعاون فى مجال التعليم، بما فى ذلك المنح الدراسية التى تقدمها مصر للطلاب الفيتناميين لدراسة اللغة العربية.
ولتعزيز الثقة السياسية والارتقاء بالعلاقة بين البلدين على نحو شامل وواسع، وبمناسبة زيارة الدولة التى يقوم بها رئيس فيتنام إلى مصر، يتطلع قادة الجانبين إلى الارتقاء بالعلاقة الثنائية إلى شراكة شاملة فى أقرب وقت من أجل فتح آفاق جديدة واعدة لعلاقات ودية وتعاونية من أجل مستقبل مزدهر، مع بناء آليات تعاون جديدة والاستفادة منها على نحو أفضل، على أساس احترام القانون الدولى واستقلال وسيادة وسلامة أراضى كل بلد ومؤسساته السياسية.
وقال السفير: أعتقد أنه بفضل الاحترام والتنسيق الوثيق، إلى جانب الإعداد الدقيق للبرامج والمحتوى من الجانبين، فإن الزيارة ستكون ناجحة فى جميع الجوانب وتشكل معلماً جديداً فى الصداقة التقليدية الطيبة بين البلدين، والتى أسسها الرئيس هو تشى مينه والرئيس جمال عبد الناصر.
وفى الأطر متعددة الأطراف، حافظت الدولتان على تنسيق وثيق ودعم متبادل فى منتديات مثل الأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، والاتحاد الأفريقى، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأضاف السفير، فيتنام قادرة على الوصول إلى سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال مصر نظرًا لموقعها الاستراتيجى على مفترق الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وفى المقابل، يمكن لمصر أن تعتبر فيتنام بوابة لسوق رابطة دول جنوب شرق آسيا الشاسعة.
"العلاقات بين البلدين "
على الصعيدين السياسى والدبلوماسى، تتمتع العلاقات الفيتنامية-المصرية بتاريخ طويل وروابط مميزة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1963، ودعم البلدين بعضهما البعض بنشاط فى حرب التحرير الوطنى، وكذلك فى المنظمات الدولية والمنتديات متعددة الأطراف.
فيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والاستثمار، تُعدّ مصر شريكًا مهمًا لفيتنام فى أفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجارى الثنائى العام الماضى ما قيمته 541.36 مليون دولار أمريكى، وسجلت فيتنام فائضًا تجاريًا قدره 472.63 مليون دولار أمريكى، وهو الأعلى فى منطقة شمال أفريقيا، ولدى مصر حاليًا 22 مشروعًا استثماريًا مسجلًا فى فيتنام برأس مال يقارب 3 ملايين دولار أمريكى.
كما تستثمر شركة فيتنامية فى مصر برأس مال يبلغ حوالى 30 مليون دولار أمريكى، وأسست شركة ملابس فيتنامية مشروعًا مشتركًا مع شريك مصرى.
وبحلول نهاية عام 2024، أقامت البنوك التجارية الفيتنامية 46 علاقة تجارية مع البنوك المصرية، وبلغ إجمالى معاملات الدفع والتحويلات المالية المتبادلة حوالى 235 مليون دولار أمريكى، وهو أعلى معدل فى المنطقة الأفريقية.
وفيما يتعلق بالتعاون فى مجالات أخرى، وقّعت فيتنام ومصر اتفاقيات تعاون بين مدينتى هانوى والقاهرة (يوليو 2023)، ونينه بينه والأقصر (أغسطس 2018).