ثريا حلمي.. ملكة المونولوج التي هددت عرش إسماعيل يس ورحلت تاركة 300 إبداع




فتحي الضبع 

في مثل هذا اليوم، نستعيد سيرة واحدة من أيقونات الفن المصري التي وُصفت بـ"ملكة المونولوج" وأصغر مونولوجست في الشرق الأوسط.. إنها الفنانة ثريا حلمي، ابنة مدينة مغاغة بمحافظة المنيا، التي وُلدت في 26 سبتمبر 1923، لأسرة فنية لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل مسيرتها؛ فوالدها كان وكيلاً للفنانين وعازفًا موسيقيًا، بينما شقيقتها المطربة ليلى حلمي ساعدتها على شق طريقها الفني مبكرًا عبر كازينو ببا عز الدين عام 1939.

وسط عمالقة الكوميديا والاستعراض مثل إسماعيل يس ومحمود شكوكو وسيد سليمان، استطاعت ثريا حلمي أن تفرض نفسها بقوة، حتى باتت تهديدًا حقيقيًا لمشوار إسماعيل يس، وفق ما ذكرته تقارير على ماسبيرو، إذ جمعت بين موهبة المونولوج والغناء والاستعراض والتمثيل، لتصبح واحدة من أهم راقصات الصولو في زمنها.

لم تكن مجرد مؤدية عادية، بل "الطفلة المعجزة" التي بهرَت الجمهور بقدرتها على تقديم لون غنائي مختلف، ترك بصمة خاصة في الذاكرة الفنية، من خلال مونولوجات خالدة مثل: "إديني عقلك"، "يا سيدي عيب"، "إدي العيش لخبازه"، و"عيب أعمل معروف".

وعلى مدار مسيرتها، تركت ثريا حلمي رصيدًا فنيًا ضخمًا يضم أكثر من 300 مونولوج، إضافة إلى نحو 70 عملًا سينمائيًا ومسرحيًا، قبل أن يترجل صوتها الاستعراضي الفريد في 9 أغسطس 1994، تاركة خلفها إرثًا لا يُنسى وصورة محفورة في ذاكرة الفن المصري.