رحيل أسطورة هوليوود روبرت ريدفورد: أيقونة السينما وصوت البيئة

 


هوليود

في خبر أحزن عشاق السينما حول العالم، رحل الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عامًا، داخل منزله في منطقة صندانس بولاية يوتا، محاطًا بأسرته وأصدقائه، وفق ما أكدته وكيلته الإعلامية سيندي بيرغر في بيان رسمي، طالبةً احترام خصوصية العائلة في هذا الظرف العصيب.

مسيرة حافلة بالإنجازات

يُعد ريدفورد واحدًا من أبرز وجوه السينما الأمريكية في القرن العشرين، فقد سطع نجمه في أفلام خالدة مثل "Butch Cassidy and the Sundance Kid" و**"All the President’s Men"**، كما أخرج أعمالًا حازت جوائز كبرى، أبرزها فيلم "Ordinary People" الذي منحه جائزة الأوسكار كأفضل مخرج.

عرفه الجمهور بوسامته وكاريزمته، لكنه لم يكتفِ بكونه نجم شباك، بل أسس معهد "صندانس" عام 1981 لدعم السينما المستقلة، ليصبح مهرجان صندانس السنوي منصة لاكتشاف المواهب الجديدة مثل كوينتين تارانتينو وريان كوغلر.

من طفل شغوف بالمغامرة إلى أيقونة عالمية

وُلد روبرت ريدفورد عام 1936 في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، ونشأ في أسرة متواضعة. عُرف منذ صغره بحبه للمغامرة واهتمامه بالفنون، وحصل على منحة رياضية في جامعة كولورادو قبل أن يتركها، ليبدأ رحلة بحث عن الذات في أوروبا حيث درس الفنون.

عند عودته إلى الولايات المتحدة، التحق بالأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية في نيويورك، وبدأ مسيرته الفنية من المسرح قبل أن تفتح له هوليوود أبوابها.

بين الفن والنضال

لم يكن ريدفورد مجرد ممثل ومخرج، بل كان ناشطًا بيئيًا بارزًا، قاد حملات للحفاظ على البيئة والمناظر الطبيعية في الغرب الأمريكي، وانتقد علنًا تقاعس الحكومات عن مواجهة تغيّر المناخ. حتى سنواته الأخيرة، ظل حاضرًا في النقاشات العامة ومناصرًا لقضايا الطبيعة والمجتمع.

إرث لا يُنسى

حصل ريدفورد على جائزة أوسكار فخرية عام 2002 تقديرًا لمساهمته في إثراء صناعة السينما العالمية، وترك بصمة لا تمحى كممثل ومخرج وراعي للسينما المستقلة.

وقد تفاعل نجوم السينما عبر العالم مع خبر وفاته برسائل وداع مؤثرة، مشيدين بإرثه الفني والإنساني الذي ألهم أجيالًا من الممثلين وصانعي الأفلام.

برحيل روبرت ريدفورد، تطوي هوليوود صفحة أحد أبرز رموزها، ويبقى اسمه محفورًا في ذاكرة السينما كفنان مبدع، ومناضل شغوف، وصوتٍ مؤثر في الدفاع عن البيئة وقضايا المجتمع.