من "قارون العصر" إلى الفقر والنهاية المأساوية… قصة صعود وسقوط الملياردير السعودي عدنان خاشقجي


في مشهد يلخص حقيقة مقولة "دوام الحال من المحال"، رحل عام 2017 في لندن رجل الأعمال السعودي الشهير عدنان محمد خاشقجي، بعد حياة مثيرة جمعت بين الثراء الفاحش والبذخ غير المسبوق، ثم الإفلاس والمرض الذي أنهى أسطورته.

وُلد خاشقجي عام 1935 في السعودية لأسرة بارزة؛ فوالده الدكتور محمد خاشقجي كان طبيب الملك عبدالعزيز آل سعود، فيما اشتهر أشقاؤه وأقاربه في مجالات الصحافة والسياسة.

عُرف عدنان خاشقجي كأحد أبرز رجال الأعمال وأكثرهم ثراءً في العالم العربي خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، حتى لُقّب بـ"قارون العصر". وقد قُدرت نفقاته اليومية بمليون دولار، وسكن قصورًا مترفة تتفوق تقنياتها الحديثة آنذاك على بيوت الملوك والرؤساء.

برز دوره كتاجر أسلحة بارز عقد صفقات ضخمة بين الشرق والغرب، وامتلك يخوتًا فارهة من بينها اليخت الشهير "نبيلة" الذي ظهر في أحد أفلام جيمس بوند، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى ملكية الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.

عاش خاشقجي حياة باذخة حدّ المبالغة؛ إذ يُروى أن طائرته الخاصة أقلعت خصيصًا لإحضار آيسكريم من فرنسا وشوكولاتة من جنيف لابنته. وفي حياته الشخصية، كانت تسوية طلاقه من زوجته الأولى ثريا عام 1981 من بين الأضخم في التاريخ، إذ بلغت قيمتها نحو 548 مليون جنيه إسترليني.

ورغم ثرائه الطائل، عُرف عنه عزوفه عن العمل الخيري ومساعدة المحتاجين، مكتفيًا بالإنفاق على نفسه وعائلته، مرددًا عبارته الشهيرة: "أنا لست وكيل آدم على ذريته."

لكن النهاية جاءت على غير ما توقع؛ إذ خسر ثروته، وأصيب بمرض باركنسون الذي أقعده وأفقده السيطرة على جسده، ليغادر الحياة في عزلة وضعف، تاركًا وراءه قصة تُروى كعبرة للأغنياء والفقراء على حد سواء.