روما تحتضن مؤتمرًا عالميًا: دعوات أوروبية لحماية أسطول الصمود والاعتراف بدولة فلسطين"
روما
اكرامى هاشم
شهد مجلس الشيوخ الإيطالي في العاصمة روما مؤتمرًا صحفيًا عالميًا بعنوان “الصمود من أجل غزة”، خُصص لدعم أسطول الحرية وقافلة الصمود التي تضم عشرات المراكب المقرر انطلاقها عبر البحر المتوسط من مدينة برشلونة مرورًا بميناءي جنوة وكاتانيا في إيطاليا، وصولًا إلى شواطئ غزة.
حضر المؤتمر شخصيات سياسية وبرلمانية بارزة، من بينهم رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوزيبي كونتي، والممثلة الإيطالية ماريا إلينا دليا، وعضوة البرلمان الأوروبي بينيديتا سكوديري، إضافة إلى ممثل الجالية المسلمة في إيطاليا د. ياسين لافرام، وذلك بدعوة من عضوة مجلس الشيوخ الإيطالي أليساندرا مايورينو، وبمشاركة ناشطين ونواب آخرين عبر المداخلات المباشرة أو عبر الفيديو.
بجانب مشاركة العديد من النشطاء على رأسهم زينب محمد رئيس مسجد الهدى بروما
كونتي: اعتراف بدولة فلسطين وحماية دبلوماسية للأسطول
في مفاجأة سياسية بارزة، أكد جوزيبي كونتي دعمه القوي للقضية الفلسطينية، وقال:“قررت إسبانيا توفير الحماية الدبلوماسية لجميع مواطنيها على متن هذه السفن، ونطالب الحكومة الإيطالية باتخاذ الخطوة نفسها تجاه مواطنينا. وكما فعلت بلجيكا، نطالب بالاعتراف بدولة فلسطين. قد يبدو الاعتراف رمزيًا، لكنه يحمل قيمة سياسية لا يمكن الاستهانة بها”.
كما كشف كونتي أن الشعب الإيطالي أوصى بتخصيص مليون يورو لدعم المبادرة، إلى جانب ملايين اليوروهات التي وُجهت للمشروع الوحدوي الهادف إلى كسر “حاجز الصمت والفقر والتواطؤ السياسي والأخلاقي تجاه حكومة نتنياهو”.
لافرام: ازدواجية المعايير في استغلال الدين
من جانبه، حذر رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا د. ياسين لافرام من خطورة استغلال النصوص الدينية لتبرير الجرائم، قائلاً:
“عندما استغلت داعش الدين لتبرير إرهابها، ثار العالم كله ضدها. اليوم، نرى استغلالًا للنص التوراتي لتبرير إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، لكن السرد يتغير للأسف لمصلحة إسرائيل”.
وفي تصريحات خاصة، كشف لافرام أن اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا قدّم دعمًا سياسيًا وإعلاميًا وماديًا لأسطول الصمود، عبر جمع التبرعات من المراكز الإسلامية، مؤكدًا أن حجم المساعدات حتى الآن تجاوز 45 ألف طن، وهو ما يعكس إصرار الجاليات على تقديم دعم ملموس لغزة.
سكوديري: الحكومة الإيطالية متواطئة
أما عضوة البرلمان الأوروبي بينيديتا سكوديري، فقد وجهت انتقادات لاذعة للحكومة الإيطالية، معتبرة أنها متواطئة مع إسرائيل، وقالت:
“لقد برهنت الحكومة على تواطئها في المجلس الأوروبي الأخير، حين صوتت ضد إنهاء اتفاقية الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل اتباعًا للنهج الأمريكي. أمامها خيارات عدة: ممارسة الضغط الدبلوماسي، وقف شحنات الأسلحة، أو إرسال سفن وطنية بدلًا من الاعتماد على مبادرات مدنية”.
وأضافت:“الإنزال الجوي للمساعدات يثبت أن الحكومة على دراية بالكارثة، لكنها ترفض اتخاذ أي إجراء آخر. أما تهديدات بن غفير فيجب أخذها بجدية، لأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي مرارًا. لسنا إرهابيين، نحن على متن سفن مدنية هدفها الوحيد إيصال مساعدات إنسانية”.
إجماع على الضغط الشعبي
واتفق معظم المتحدثين على ضرورة استمرار الضغط الشعبي على الحكومة الإيطالية من أجل تغيير موقفها الحالي “الداعم لإسرائيل”، والدفع نحو مواقف أوروبية أكثر جرأة، تشمل الاعتراف بدولة فلسطين، وتوفير حماية دبلوماسية للأسطول، ووقف التعاون مع حكومة الاحتلال.
عكس المؤتمر في روما حجم التضامن الدولي المتنامي مع غزة، وأكد أن القضية لم تعد حكرًا على المواقف الرسمية بل أصبحت قضية ضمير عالمي، يتشارك في الدفاع عنها سياسيون وبرلمانيون ونشطاء ومجتمعات مدنية، في مواجهة الحصار المستمر والعدوان المتواصل