بين الأمن والإنسانية.. اللاجئون الأفغان في باكستان يعيشون "ظلال الخوف"



 

رابيه نور

اسلام اباد 
يواجه آلاف اللاجئين الأفغان في باكستان واقعًا يختلط فيه الخوف بالصمود، خاصة في أوساط الشباب، الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الهجرة غير النظامية وسندان البحث عن الأمان.د

في حادثة أثارت جدلاً واسعًا، احتُجز صبي من منطقة باجور في مدينة روالبندي بالخطأ، رغم امتلاكه وثائق تثبت جنسيته الباكستانية. فيما تحوّل خوف شاب آخر في دوكي ببلوشستان إلى مأساة، بعدما لجأ للاختباء في منجم فحم هربًا من حملة اعتقالات، ليلقى حتفه بسبب البيئة السامة.

هذه الحوادث تعكس واقعًا أكثر قسوة يعيشه اللاجئون الأفغان، حيث يضطر كثير من الشباب للعمل في ظروف خطرة ومنخفضة الأجر، بينما تعيش العائلات متنقلة من مكان إلى آخر تجنبًا للمداهمات، ما يضاعف الضغوط النفسية والاجتماعية.

ويواجه الأطفال على وجه الخصوص انقطاعًا عن التعليم بسبب الخوف والتهجير، إذ توقفت بعض الأسر عن إرسال أبنائها إلى المدارس. فيما تشير تقارير منظمات إنسانية إلى أن آلاف الأطفال عادوا إلى أفغانستان في الأشهر الأخيرة، ليجدوا أنفسهم في بيئات تفتقر إلى التعليم والخدمات الأساسية، ما يهدد بجيل جديد محاصر بالفقر وانعدام الفرص.

ورغم أن السلطات الباكستانية مدّدت المهل الزمنية لحاملي بطاقات التسجيل الأفغانية، وأكدت أن إجراءاتها تستهدف غير المسجلين فقط، إلا أن منظمات حقوقية وإنسانية دعت إلى تعزيز آليات التحقق، وضمان عدم تضرر الفئات الأكثر هشاشة.

ويرى مراقبون أن التحدي لا يكمن فقط في البعد الأمني، بل في ضرورة إيجاد توازن يراعي البعد الإنساني، عبر تحسين التنسيق مع الوكالات الإنسانية، ودعم المجتمع المحلي، وتطوير سياسات شاملة تحمي الشباب والنساء والأطفال.

وراء الأرقام الرسمية قصص إنسانية مؤلمة: عائلات تبحث عن مأوى، أطفال يتساءلون عن هوية لم يعرفوها، وشباب يحلمون بمستقبل أكثر استقرارًا. وبين الأمن والإنسانية، تبقى معادلة حماية الكرامة الإنسانية التحدي الأكبر أمام السياسات الراهنة.