مشفقة سلطان… من غربة باريس إلى رحيل السجود بعد إعدام مندريس
انقره
شهدت حياة مشفقة سلطان، زوجة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، مساراً مأساوياً امتد لعقود. بعد نفي العائلة العثمانية إثر سقوط الخلافة، اضطرت السلطانة إلى العمل في غسل الملابس في باريس لتأمين لقمة العيش، في مشهد يعكس قسوة التحولات التي عاشتها الأسرة الحاكمة السابقة.
وفي عام 1952، وخلال زيارة رسمية إلى باريس للمشاركة في قمة "الناتو"، فاجأ رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس السلطانة بزيارتها. جلس أمامها باكياً وهو يردد: "لقد تأخرنا في زيارتك كثيراً، سامحينا أمي… سامحينا". ثم قرر اصطحابها وابنتها عائشة إلى إسطنبول، حيث عاشتا تحت رعايته وحمايته.
لكن القدر جمع بين مصيريهما؛ فبعد أن أُعدم مندريس عام 1961 بسبب سياساته التي تضمنت إعادة الأذان باللغة العربية وأدائه فريضة الحج سراً، لم يمر سوى يوم واحد حتى وُجدت مشفقة سلطان وابنتها عائشة متوفيتين على سجادة الصلاة في وضع السجود، بتاريخ 18 سبتمبر 1961.