. "حكاية رعب من قلب الإسكندرية.. سر عفريتة الشاطبي"




الإسكندرية 

 في سبعينيات القرن الماضي، عاش أهالي عروس البحر المتوسط واحدة من أكثر الحكايات غموضاً ورعباً، قصة ظلّت تتناقلها الألسنة لعقود طويلة تحت اسم "عفريتة الشاطبي".

البداية كانت مع سائق تاكسي اعتاد العمل في ساعات متأخرة من الليل. وفي ليلة باردة، توقفت أمامه فتاة شابة في أوائل العشرينيات، شاحبة الملامح، طلبت منه أن يوصلها إلى منطقة الشاطبي. ركبَت في المقعد الخلفي بصمت، لكن الأجواء داخل السيارة سرعان ما تغيّرت، إذ شعر السائق ببرودة غريبة وثِقل يخيّم على المكان.

وعند بوابة حديدية ضخمة توقفت السيارة، ونزلت الفتاة تاركة خلفها جملة قصيرة: "انتظرني هنا". دخلت من البوابة، لكنها لم تعد. وعندما لحقها السائق بخطوات مرتعشة، اكتشف أنه يقف أمام مقابر المسيحيين بالشاطبي. وفيما كان يناديها، لمح ظلها عند أحد القبور قبل أن يختفي داخل الرخام، تاركاً وراءه مقعد السيارة مبللاً وآثار كف غامضة على الزجاج.

المفاجأة الكبرى جاءت في اليوم التالي، حين عاد السائق مع زملائه إلى المقابر. هناك، تعرّفوا على صورة الفتاة على شاهد قبر يحمل اسم "مارجريت حنا"، التي توفيت قبل خمس سنوات، في واقعة قتل مروّعة بعد اقتحام لص لشقتها.

القصة أثارت ضجة كبيرة في الإسكندرية آنذاك، وانتقلت لاحقاً إلى شاشة السينما عام 1978 في فيلم "الاعتراف الأخير"، بطولة نور الشريف ونيللي ونبيلة عبيد، والذي استلهم أجواء الحكاية دون أن يرويها بحذافيرها.

ورغم مرور السنين، بقي السؤال معلّقاً في ذاكرة المدينة:

هل كانت "مارجريت" مجرد أسطورة حضرية وُلدت من الخوف الجماعي؟ أم أن عروس الشاطبي عادت بالفعل من قبرها لتستكمل رحلتها الأخيرة؟