اليوم الرابع من مهرجان الثقافة الفلسطينية السادس في روما: حضور غير مسبوق وصوت سياسي داعم لفلسطين


روما 

إكرامى هاشم 

شهدت العاصمة الإيطالية واحداً من أكثر أيام مهرجان الثقافة الفلسطينية السادس زخماً منذ انطلاقه، حيث امتلأت ساحات المهرجان بالحضور من أبناء الجالية العربية وسكان روما، ما عكس اهتماماً واسعاً من المجتمع الإيطالي بالقضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما تشهده غزة من أحداث مأساوية.

منصة للنقاش السياسي

خصص اليوم الرابع للاستماع إلى الناشطين والسياسيين المهتمين بالقضية الفلسطينية، حيث كانت المنصة مساحة مفتوحة لمواقفهم ورؤاهم الداعمة لفلسطين. وقد عبر المتحدثون عن إدانتهم الشديدة للمجازر التي يتعرض لها المدنيون في غزة، ووجهوا انتقادات صريحة للحكومات الغربية التي تقف عاجزة عن وقف نزيف الدم الفلسطيني.

استقبال استثنائي لفرانشيسكا البانيزي

وكانت الشخصية الأبرز في هذا اليوم فرانشيسكا البانيزي، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة في فلسطين، التي تعرضت لمحاولات إسرائيلية لعزلها من منصبها بعد تصريحاتها التي دانت فيها الانتهاكات بحق الفلسطينيين. وقد استقبلها الحضور بحفاوة كبيرة وتصفيق مستمر، حتى أنهم شكلوا ممراً شرفياً عند دخولها القاعة في مشهد مؤثر، عبّر عن تضامن عميق مع مواقفها الشجاعة.

 فيصل عرنكي:الشعب الإيطالي لا يفوت فرصة للتعبير عن دعمه لفلسطين،

كما كان من أبرز المتحدثين الدكتور فيصل عرنكي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي استعرض تاريخ فلسطين وكيف تم الاستيلاء عليها تدريجياً تحت شعارات استعمارية مزيفة مثل “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

وفي تصريح خاص على هامش المهرجان، قال عرنكي:

“إن الشعب الإيطالي لا يفوت فرصة للتعبير عن دعمه لفلسطين، وهذا المهرجان يحمل رمزية كبيرة في تعريف العالم بالحق الفلسطيني. نحن ماضون قدماً نحو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.

كما وجه شكره إلى مصر، مشيداً بالدور المحوري للقيادة السياسية المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم القضية الفلسطينية.

أجواء تضامنية مميزة

تخلل اليوم الرابع عروض ثقافية وفنية عكست التراث الفلسطيني، ما أضفى على الفعالية طابعاً يجمع بين الوعي السياسي والاحتفاء بالهوية الفلسطينية. وقد أكد منظمو المهرجان أن المشاركة الواسعة من المجتمع الإيطالي والعربي تمثل رسالة تضامن قوية مع فلسطين في هذا التوقيت الحرج.

اليوم الختامي: تكريم الجرحى والفن المقاوم

من المقرر أن يشهد اليوم الختامي للمهرجان استقبال الجرحى وعائلاتهم الذين يتلقون العلاج في المستشفيات الإيطالية، في خطوة إنسانية تعكس البعد الإنساني للمهرجان. كما سيقام برنامج ثقافي يتضمن أمسية شعرية وحفلاً موسيقياً يشارك فيه فنانون فلسطينيون وعالميون، ليكون مسك ختام للمهرجان الذي جمع بين السياسة والثقافة والإنسانية