يوسف فخر الدين.. الجان الوسيم الذي انتهى به المطاف بائع إكسسوارات ودفن في مقابر الأقباط باليونان




لم يكن الفنان يوسف فخر الدين مجرد وجه وسيم على شاشة السينما المصرية، بل كان أحد أبرز نجوم جيله ممن أطلق عليهم لقب "الجان". قدم أكثر من 100 فيلم، وقف فيها دومًا في الصف الثاني خلف كبار النجوم، لكن حياته الشخصية كانت أشبه بفيلم درامي طويل، انتهى بمأساة صامتة بعيدًا عن الأضواء.

ولد يوسف فخر الدين شقيق الفنانة مريم فخر الدين، وتميز بأدوار الشاب المستهتر والولد الشقي. ورغم وسامته التي جعلت منه نجمًا لامعًا، إلا أن خجله الدائم جعله بعيدًا عن أدوار البطولة المطلقة.

في نهاية الستينيات عاش يوسف قصة حب كبيرة مع الفنانة نادية سيف النصر بعد مشاركتهما في أفلام منها حكاية 3 بنات و7 أيام في الجنة. توّج الحب بزواج عام 1969، ليعيشا معًا شهر عسل استمر خمس سنوات، ابتعد خلالها يوسف عن السينما ورفض عشرات العروض، مفضّلًا السفر معها حول العالم.

لكن القدر خطف منه سعادته حين رحلت زوجته نادية في حادث سير ببيروت عام 1974. هذه الصدمة كانت كفيلة بأن تدفعه لاعتزال التمثيل والانزواء بعيدًا عن الوسط الفني، لينقطع عن كل شيء عرفه يومًا.

غادر يوسف إلى اليونان بحثًا عن بداية جديدة، فعمل موظف استقبال في فندق، ثم بائع إكسسوارات في محل صغير. سرعان ما تعرف على صاحبته وتزوجها، ليصبح لاحقًا مديرًا للمحل ورجل أعمال معروفًا في أثينا.

عام 1997 عاد إلى القاهرة لزيارة شقيقته مريم، وهناك استعاد ذكريات الماضي وألمه، ليشعر بوعكة صحية أدخلته المستشفى، وخرج بعدها على كرسي متحرك ظل ملازمًا له حتى وفاته عام 2002 في اليونان.

رحل يوسف بصمت، ودفن في مقابر الأقباط رغم كونه مسلمًا، بسبب تعقيدات الإجراءات والتكاليف الباهظة لنقل جثمانه إلى مصر. شقيقته مريم رافقت جنازته، قرأت القرآن عند قبره، وطلبت من زوجته اليونانية إزالة الصليب عن تابوته، واضعة بجانبه مصحفًا.

ورغم أنه لم يحظَ ببطولة مطلقة، إلا أن أفلامه مثل إحنا التلامذة، حماتي ملاك، ولصوص لكن ظرفاء لا تزال شاهدة على موهبة ممثل لم يمنحه القدر فرصة كاملة، واختار أن ينهي رحلته بعيدًا عن الشاشة التي أحبها، ليبقى يوسف فخر الدين رمزًا للحب والخذلان والنهاية الموجعة.