مبادرة ترامب بقلم نيفين ابو رحمون
هذه المبادرة هي محاولة لـ"هندسة" قطاع غزّة وفق مفهوم استثماري وأمني صارم يهدف بالدّرحة الأولى إلى انقاذ اسرائيل من أزمتها وعزلتها وتوسيع التحالفات الإقليميّة العربيّة الاسرائيليّة مقابل تجميد الأفق السّياسي الفلسطيني وربطه بشروط إصلاحيّة قاسية واستعادة مسار التطبيع والاتفاقات الابراهيميّ".
نزح السّلاح الكامل:
تضع المبادرة نزع السّلاح الكامل والشامل لحماس والفصائل وتدمير بنيتها التحتيّة في صميم الحل وبصيغة أكثر صرامة وتركيزاً من المبادرات السّابقة التي اكتفت بـ "التهدئة" أو "وقف إطلاق النار". الهدف الأساسي هو إنهاء المقاومة المسلحة بالكامل تحت إشراف دولي وإقليمي.
الحوكمة التكنوقراطية المؤقتة:
تقترح المبادرة فصلاً مؤقتاً ومقصوداً عن السلطة الفلسطينية الحالية باستبدالها بـلجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية (بلدية كبرى) مهمتها الأساسيّة الخدمات تحت إشراف دولي مكثّف. هذا الإجراء يهدف إلى تجاوز رفض اسرائيل لدور فوري للسلطة الفلسطينية ويجعل دور السلطة معلقاً على "الإصلاح".
• يقترح ترامب اسمه كرئيس ل"مجلس السلام" بنفسه . وهو ما يمنح الخطة ثقلاً شخصياً غير مسبوق وتدخلاً مباشراً للغاية في إدارة مرحلة ما بعد الحرب. هذا يختلف عن دور الوسيط التقليدي ويضعه في موقع صانع القرار والقائد الفعلي للعملية الانتقالية. هذه الشخصنة للمبادرة يمكن أن تكون نقطة قوة (في سرعة اتخاذ القرار) أو ضعف (في حال فقدان الحياد أو التغييرات السياسية).
تركز هذه المبادرة على إدارة ما بعد حرب غزة بالتفصيل فإنها تستمد إطارها السياسي النهائي ومنهجيتها في حل النزاع من صفقة القرن 2020 خاصة في تهميش أو تأجيل المسار السياسي الفلسطيني-الإسرائيلي التقليدي لصالح ترتيبات إقليمية وأمنية.
المحلل السياسى وعضو سابق في الكنيست
