الجالية اليهودية في كندا غاضبة: "اعتراف أوتاوا مكافأة لهجمات حماس"
ردود فعل الجاليات والمؤسسات اليهودية في كندا:
1 مركز إسرائيل والشؤون اليهودية (CIJA):
اعتبر أن الاعتراف بمثابة "مكافأة لهجمات حماس في 7 أكتوبر 2023".
2 رابطة أسر الكنديين ضحايا هجمات 2023:
وصفت الخطوة بأنها "خيانة لأرواح الضحايا".
قالت إن القرار يشجع "بيئة إرهابية".
3. منظمة بني بريث كندا:
رأت أن الحكومة الكندية "تخلت عن قيمها".
شككت بقدرة السلطة الفلسطينية على أن تكون شريكًا موثوقًا.
أوتاوا
تقرير , فتحي الضبع
أعلنت الحكومة الكندية برئاسة مارك كارني اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة اعتُبرت تحولًا جوهريًا في توجهات السياسة الخارجية الكندية. وأكد كارني أن الاعتراف يأتي لحماية إمكانية حل الدولتين، واصفًا تراجع هذا الخيار بأنه "خطير جدًا ويهدد الاستقرار الإقليمي".
شروط الاعتراف: انتخابات فلسطينية وإصلاحات مدنية
بيان رئيس الحكومة أوضح أن الاعتراف لا يأتي بلا ضوابط، بل يرتبط بالتزامات من السلطة الفلسطينية، أبرزها:
تنظيم انتخابات عامة عام 2026.
استبعاد حركة حماس من المشاركة السياسية.
إطلاق برنامج إصلاحات لإرساء نظام ديمقراطي مدني غير مسلح.
كارني شدد في خطابه على أن كندا "تقدم شراكة من أجل بناء مستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل معًا"، معتبراً أن الممارسات الإسرائيلية الحالية مثل توسيع المستوطنات وشن العمليات العسكرية في غزة، تمثل "انتهاكًا للقانون الدولي وتفاقم المجاعة والنزوح بشكل لا يمكن السكوت عنه".
إسرائيل ترد: "مكافأة للإرهاب"
وزارة الخارجية الإسرائيلية سارعت إلى رفض الخطوة الكندية ووصفتها بأنها "مكافأة لحركة حماس الجهادية"، ونشرت بيانها عبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبرة أن الاعتراف يشرعن "الإرهاب" بدلًا من محاربته.
الشارع الفلسطيني: ترحيب حذر وتحفظات على "الرمزية"
في مخيم العَمّاري قرب رام الله، استقبل الفلسطينيون الاعتراف بارتياح رمزي، إذ اعتبروه خطوة طال انتظارها، لكنهم تساءلوا عن جدواه ما لم يقترن بضغط سياسي على إسرائيل ودعم إنساني فعلي.
محللون شبّهوا الاعتراف بأنه خطوة شبيهة بالبداية الرمزية لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، مؤكدين أن ترجمة القرارات على الأرض هي ما يمنحها المصداقية.
كندا من الداخل: انقسام في المواقف
1. المؤسسات اليهودية الرسمية
مركز إسرائيل والشؤون اليهودية (CIJA): عبّر عن قلقه، معتبرًا أن الاعتراف "يكافئ هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023".
رابطة أسر الكنديين ضحايا هجمات 2023: وصفت الخطوة بأنها "خيانة لأرواح الضحايا" وتشجع "بيئة إرهابية".
بني بريث كندا: رأت أن أوتاوا "تخلت عن قيمها"، مشككة بقدرة السلطة الفلسطينية على أن تكون شريكًا موثوقًا.
2. الأحزاب السياسية الكندية
الحزب المحافظ الكندي هاجم القرار معتبرًا أنه "تشتيت عن أولويات كندا"، وأكد دعمه لإسرائيل، مع إقرار مشروط بقيام دولة فلسطينية مستقبلية "ديمقراطية وغير مسلحة".
3. جماعات داعمة للفلسطينيين
مؤسسات مثل "كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط" رحبت بالاعتراف باعتباره "انتصارًا سياسيًا"، لكنها طالبت الحكومة بخطوات عملية لدعم السلام، إعادة الإعمار، وتوسيع المساعدات الإنسانية.
خلفيات سياسية ودبلوماسية
يأتي القرار الكندي متزامنًا مع اعترافات مماثلة صدرت عن بريطانيا وأستراليا، ضمن تحرك دبلوماسي منسق يسبق اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الخطوة تأتي على وقع أزمة غزة المستمرة، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023 أكثر من 65,000 شخص وفق تقديرات وكالة AP حتى نهاية أغسطس 2025، ما زاد الضغوط الدولية لإيجاد مسار سياسي جاد.
الاعتراف الكندي بدولة فلسطين يمثل سابقة سياسية في أمريكا الشمالية، لكنه يثير جدلاً داخليًا وخارجيًا على حد سواء. وبينما يراه الفلسطينيون بارقة أمل رمزية، يعتبره الإسرائيليون تهديدًا وتشجيعًا "للإرهاب"، فيما ينقسم الداخل الكندي بين ترحيب ورفض حاد.