اليخت الشبح: رجل يجلس كالنائم وسط البحر لسنوات… حتى كشفه الصيادون بالصدفة"1
على بُعد أميال من السواحل الفلبينية، كان صيادون يطاردون رزقهم في عرض البحر، قبل أن يلفت انتباههم يخت أبيض يترنح بصمت فوق الأمواج. الفضول دفعهم للاقترب، لكن ما رأوه عند الصعود قلب المشهد من مجرد مغامرة عابرة إلى قصة ستتردد حول العالم.
داخل المقصورة، جلس رجل على طاولة صغيرة، رأسه منحني إلى الجانب، وعيناه مغمضتان كأنّه غارق في استراحة قصيرة. للحظة ظنّوا أنه نائم. لكن الحقيقة كانت أقسى… كان ميتًا منذ سنوات.
إنه مانفريد فريتز باجورات، البحّار الألماني الذي اختفى في عرض البحر قبل أن تجده الأمواج بعد غياب طويل. الغريب أن جسده لم يتحلّل، بل تحنّط طبيعيًا بفعل ملوحة البحر والرياح الجافة والحرارة، ليبقى بملامح تكاد تنطق بالحياة، كأنه ينتظر أحدًا يناديه.
التحقيقات لم تُسجّل أي أثر لجريمة أو هجوم قراصنة. يُرجّح أن أزمة قلبية باغتته وهو في رحلته البحرية، ليترك خلفه معلبات طعام غير مفتوحة، وملابس مرتبة، وألبومات صور عائلية… بقايا حياة كاملة توقفت فجأة وسط المحيط.
القصة التي عُرفت عالميًا بـ “اليخت الأشباح” لم تكن مجرد خبر عن بحّار مفقود، بل مشهد وداع صاغته الطبيعة بعناية، ليظل السؤال حاضرًا: هل اختار البحر أن يكون قبره، أم كان هو من سلّم نفسه له منذ البداية؟
