مُنسقة الأمم المتحدة تشدد على أهمية المسؤولية الجماعية لتعزيز جهود مصر لصون كرامة اللاجئين والمهاجرين


القاهرة 

فتحي الضبع 

أكدت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، أن مواجهة تحديات النزوح والهجرة تتطلب استجابة جماعية متضافرة من المجتمع الدولي، مشددة على أن مصر تقوم بدور محوري في صون كرامة اللاجئين والمهاجرين ودعم المجتمعات المضيفة.

وأشادت بانوفا، خلال كلمتها في اجتماع المنصة المشتركة للاجئين والمهاجرين بالقاهرة، بما وصفته بـ"الخدمة العامة السامية" التي تقدمها مصر عبر استضافة أعداد غير مسبوقة من اللاجئين من مختلف دول المنطقة، معتبرة أن هذا السخاء لا يعزز استقرار الداخل المصري فحسب، بل ينعكس إيجاباً على استقرار الإقليم بأسره.

وشددت على أن مسؤولية رعاية وحماية الأشخاص في حالة تنقّل لا ينبغي أن تقع على عاتق مصر وحدها، مؤكدة أهمية تعزيز الدعم الدولي للمنظمات غير الحكومية والشركاء المحليين الذين يمتلكون خبرات ميدانية تسهم في تقديم استجابات أكثر فاعلية لاحتياجات اللاجئين والمجتمعات المضيفة.

وأوضحت أن التحديات التي تواجه اللاجئين والمهاجرين، لاسيما في مجالات التعليم والصحة وسبل العيش والحماية الاجتماعية، لا يمكن معالجتها من خلال تدخلات قصيرة الأجل أو متفرقة، بل تتطلب تعاوناً متعدد القطاعات وشراكات مستدامة تضم الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والشركاء الدوليين.

ولفتت بانوفا إلى أن المنصة المشتركة للاجئين والمهاجرين تجسّد هذا النهج التعاوني، إذ تعمل على تمكينهم من المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة وتعزيز التماسك الاجتماعي داخل المجتمعات المضيفة، مشيرة إلى أن 73.5% من اللاجئين المسجّلين في مصر هم من النساء والأطفال، وهو ما يستوجب وضعهم في صميم الاستجابة الإنسانية والتنموية.

وأشارت إلى أن البرنامج المشترك الأول للأمم المتحدة بشأن اللاجئين والمهاجرين، الذي أُطلق في إطار المنصة وبدعم من الاتحاد الأوروبي، أسهم في توسيع نطاق الحصول على التعليم والرعاية الصحية وتعزيز نظم الحماية ومعالجة انعدام الأمن الغذائي. وأضافت أن المبادرة التي بدأت كتجربة محدودة تحولت إلى نموذج ناجح، حيث بات آلاف الأطفال من اللاجئين والمجتمعات المضيفة على مقاعد الدراسة معاً، كما أتيحت خدمات الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية وسبل العيش للفئات الأكثر هشاشة.