من ناجازاكي إلى غزة: ثمانون عامًا من الصور المتشابهة… والطفولة ما زالت تدفع ثمن الحروب

 



ثمانون عامًا فصلت بين صورتين، لكن وجع الطفولة فيهما واحد.

في الصورة الأولى، عام 1945، طفل من مدينة ناجازاكي اليابانية يقف شامخًا وهو يحمل على ظهره جثمان شقيقه الأصغر، بعد أن فقده إثر القصف النووي. رفض أن يتركه وحيدًا، مصرًّا على أن يودّعه بكرامة حتى مثواه الأخير.

وفي الصورة الثانية، من غزة عام 2025، يتكرر المشهد نفسه بوجه آخر: طفل صغير يحمل أخاه على كتفيه وسط الركام والدمار، لا ليدفنه هذه المرة، بل ليحميه من الموت ويعينه على البقاء.

تتشابه القصتان رغم المسافة الزمنية الطويلة بينهما، وكأن التاريخ يصرّ على أن يعيد نفسه.

ثمانون عامًا من التقدم العلمي والسياسي، لم تمنع الحروب من خطف أرواح الأبرياء وتشريد العائلات. ما زال الأطفال، وهم الحلقة الأضعف، يتحملون وزر نزاعات لم يختاروها، ويجسدون في براءتهم أعظم صور الوفاء والمسؤولية.

هذه الصور ليست مجرد لقطات عابرة، بل شهادة حيّة على أن الحرب لا تصنع عدالة ولا سلامًا، بل تترك خلفها الخراب، والفقد، وطفولة مبتورة الأحلام.

ويبقى السؤال: إلى متى ستظل الطفولة وقودًا لصراعات الكبار؟