الحكومة الإيطالية تتنصل من حماية أسطول الصمود عند الخط الأحمر

 


روما

اكرامى هاشم 

دخلت أزمة “أسطول الصمود العالمي” مراحلها الأكثر توتراً مساء اليوم، مع إعلان هيئة الأركان العامة للدفاع الإيطالية أن فرقاطة البحرية “ألبينو” لن تتجاوز الحد البحري البالغ 150 ميلاً عن شواطئ غزة، متخلية بذلك عن مرافقة الأسطول الإنساني حتى مناطق الاعتراض المحتملة.

تحذير رسمي وتراجع إيطالي

في تمام الساعة 4:30 مساءً بتوقيت إيطاليا، وعلى بُعد 190 ميلاً من ساحل غزة، وجّهت “ألبينو” تحذيراً رسمياً لسفن الأسطول. وبحسب البيان العسكري، فإن الفرقاطة ستتوقف عند مسافة 150 ميلاً بحرياً، معتبرة أن أي تقدم أبعد من ذلك “يعرض سلامة من على متنها للخطر”. وأكدت أنها ستكون فقط على استعداد لاستقبال من يرغب من النشطاء بالانسحاب والصعود على متنها.

استعداد إسرائيلي لاعتراض الأسطول

بالتوازي، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن البحرية تستعد للسيطرة على أكثر من 50 سفينة تابعة للأسطول، بمشاركة وحدة الكوماندوز البحري الخاصة “شايتيت 13”. وتشمل الخطة نقل النشطاء إلى سفن حربية وسحب القوارب نحو ميناء أشدود، مع عدم السماح لها بدخول مياه غزة.

ردود إيطالية متباينة

•رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وصفت إصرار الأسطول على التوجه لغزة بأنه “تصعيد يهدد خطة السلام الأمريكية”، مضيفة أن المساعدات يمكن إيصالها عبر “قنوات آمنة”.

•وزير الخارجية أنطونيو تاجاني أعلن أنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي طالباً “عدم استخدام العنف” ضد السفن الإيطالية المشاركة.

•وزير الدفاع غيدو كروسيتو أطلق “نداء أخيراً” لقبول المقترحات البديلة لإيصال المساعدات.

•نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني شدد: “يجب أن يعودوا، لا نريد تعريض حياتهم للخطر”.

•في المقابل، أكد زعيم حركة “النجوم الخمس” جوزيبي كونتي أن الحصار “غير شرعي”، لكنه نصح الأسطول بعدم المخاطرة بسلامتهم.

الأسطول يتهم إيطاليا بـ”التخريب”

نشطاء “أسطول الصمود” اعتبروا قرار البحرية الإيطالية “محاولة لتقسيم المهمة السلمية وزعزعة استقرارها”، فيما أكدت المتحدثة الإيطالية باسم الوفد، ماريا إيلينا ديليا، أن الحكومة “تضفي الشرعية على انتهاكات واضحة للقانون الدولي”.

الشارع الإيطالي في حالة غليان

داخل إيطاليا، تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية في الجامعات والمدارس، بالتوازي مع إعلان نقابات كبرى مثل CGIL وUSB أنها ستدعو إلى إضراب عام فوري في حال اعتراض أو قمع الأسطول.

أصوات دولية تدعو للتهدئة

•وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دعا النشطاء إلى “الاستماع لميلوني” والقبول بنقل المساعدات عبر موانئ بديلة.

•البابا فرنسيس أعرب عن أمله “ألا يكون هناك عنف وأن يُحترم الناس”.

تصاعد التوتر قبل ساعات من المواجهة

ومع اقتراب منتصف الليل، يبحر الأسطول باتجاه المنطقة “الحرجة”، وسط مخاوف متزايدة من عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة. وفي حال اعتراضه، يتوقع مراقبون أن تنفجر موجة احتجاجات واسعة في المدن الإيطالية، قد تشلّ البلاد خلال الأيام المقبلة