الدكتور هيثم عيد: المتحف المصري الكبير مشروع عالمي يجسد الهوية المصرية ويعزز الدبلوماسية الثقافية

القاهرة 

فتحي الضبع 

أكد الدكتور هيثم عيد، الأكاديمي المصري البارز وأستاذ دراسات المتاحف في الولايات المتحدة الأمريكية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا ثقافيًا عالميًا غير مسبوق، ينتظره الملايين حول العالم، مشيرًا إلى أنه إنجاز فريد يعكس الفكر الجديد في توظيف المتاحف كعوامل للتغيير الاجتماعي والثقافي.

وأوضح أن المتحف الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل يعد "أكاديمية متكاملة" تتيح للزوار تعلم الحرف التراثية واللغة المصرية القديمة، إضافة إلى ممارسة الفنون التشكيلية والموسيقية المرتبطة بتاريخ مصر، ليصبح مركزًا ثقافيًا وتربويًا يمكن للطلاب ارتياده بعد اليوم الدراسي لممارسة أنشطة متنوعة.

رحلة علمية عبر ثلاث قارات

تحدث د. عيد عن مسيرته الأكاديمية قائلاً:"أنا خريج كلية الآثار بجامعة القاهرة، تخصص ترميم، ثم استكملت دراستي العليا في الولايات المتحدة، وحصلت على الدكتوراه في دراسات المتاحف من جامعة ليستر في المملكة المتحدة".

وأشار إلى أن خبرته تمتد عبر ثلاث قارات، حيث جمع بين التكوين الأثري المصري والرؤية الأكاديمية الغربية، مما منحه منظورًا عالميًا أسهم في تطوير أفكاره حول دور المتاحف كمؤسسات أكثر إنصافًا وتأثيرًا.

إسهامات فكرية وأكاديمية رائدة

يُعد الدكتور عيد أحد أبرز الخبراء الدوليين في دراسات المتاحف، وله إسهامات بارزة من خلال مؤلفاته، منها:

كتابه الحائز على جوائز "ابتكار المتاحف وريادة الأعمال الاجتماعية"، المرجع الأول عالميًا في هذا المجال.

كتاب "ابتكار المتاحف: بناء متاحف أكثر إنصافًا وارتباطًا وتأثيرًا" الصادر عن دار روتليدج عام 2021.

كما أسس نموذج الابتكار في المتاحف (MIM)، وهو إطار عالمي يساعد المؤسسات المتحفية على تطوير برامج إبداعية ومبادرات فنية قائمة على الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية والابتكار المجتمعي.

منجزات مهنية ودبلوماسية ثقافية

يشغل الدكتور عيد مناصب قيادية في عدد من المؤسسات الثقافية، أبرزها:

عضوية المجلس الاستشاري الوطني للمتحف العربي الأمريكي، المتحف الوحيد في العالم المتخصص في توثيق تاريخ العرب في الولايات المتحدة.

عضوية جمعية متاحف لويزيانا.

عمله مفوضًا في لجنة "لويزيانا احتفاءً بالذكرى 250 لتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية".

كما تعاون مع مؤسسات دولية كبرى مثل الهيئة الوطنية للفنون ومؤسسة لويزيانا للعلوم الإنسانية.

زيارة لتعزيز التعاون المصري–الأمريكي

يجري الدكتور عيد حاليًا زيارة إلى القاهرة، يلتقي خلالها جامعات ومؤسسات ثقافية مصرية لبحث آفاق التعاون الأكاديمي، واستعراض مكانة مصر في مجال المتاحف، وأهمية المتاحف كقوة ناعمة ودبلوماسية ثقافية.

وأكد أن مصر تُعد من الدول الرائدة في تطوير المتاحف على المستويين العربي والدولي، لكنها بحاجة إلى مزيد من المشاركة في المؤتمرات والمحافل الدولية للتعريف بإنجازاتها.

المتحف الكبير... منصة عالمية وهوية مصرية

اختتم الدكتور عيد حديثه بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مشروعًا محليًا أوإقليميًا فحسب، بل يمثل منصة علمية متكاملة للباحثين والأكاديميين، ورمزًا للهوية المصرية، ودليلاً على قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشاريع ثقافية كبرى رغم التحديات.