رحيل سارة حجازي بين الجدل الفكري والاكتئاب النفسي




القاهرة 

أثارت قصة الناشطة المصرية الراحلة سارة حجازي جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية داخل مصر وخارجها، بعد مسيرة حافلة بالتحولات الفكرية والاجتماعية انتهت بوفاتها في كندا عام 2020.

وكانت سارة قد عُرفت في بداياتها كطالبة مثقفة وناشطة اجتماعية ترتدي الحجاب، قبل أن تتأثر بكتابات ومحاضرات الباحث المصري الراحل سيد القمني حول العلمانية. وأعقب ذلك قرارها خلع الحجاب وظهورها العلني في مؤتمرات فكرية، ثم انخراطها في نشاطات تدافع عن حرية المعتقد وحقوق الأقليات.

وفي عام 2017 ألقت السلطات المصرية القبض على حجازي ضمن حملة على عدد من النشطاء بعد مشاركتها في فعالية عامة رفعت فيها علم قوس قزح، وحُبست لعدة أشهر قبل الإفراج عنها وسط حملة تضامن محلية ودولية.

غادرت سارة مصر إلى كندا حيث حصلت على حق اللجوء السياسي، إلا أن تقارير مقربين منها تحدثت عن معاناتها من ضغوط نفسية واكتئاب حاد، ما دفعها في يونيو 2020 إلى إنهاء حياتها في تورونتو، تاركة رسالة قصيرة عبّرت فيها عن معاناتها.

وما تزال قصة سارة حجازي محل جدل بين مؤيدين يرونها رمزاً للنضال من أجل الحريات، ومعارضين يعتبرونها نموذجاً لما وصفوه بآثار الانسلاخ عن الهوية الدينية. فيما يصفها مراقبون بأنها حالة إنسانية تعكس التداخل بين الفكر والسياسة والضغوط الاجتماعية والنفسية في المنطقة.