من الكولوسيو إلى الفاتيكان.. نداء البابا والإمام الأكبر يوحّد الأديان على كلمة السلام

 


روما 

إكرامى هاشم 

اختُتمت في العاصمة الإيطالية روما فعاليات مؤتمر السلام العالمي الذي نظمته جمعية سانتو إيدچيديو خلال الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري، تحت عنوان “الجرأة على السلام”، بمشاركة واسعة من ممثلي الأديان والثقافات حول العالم.

وفي الكلمة الختامية التي ألقاها بجوار مبنى الكولوسيو التاريخي، شدّد قداسة البابا ليون الرابع على أن “الحرب لم تكن يومًا شيئًا مقدسًا في أي زمان، إنما السلام هو المقدس”، داعيًا إلى التكاتف من أجل نشر السلام في كافة ربوع الأرض، ومؤكدًا أن “صوت الضمير الإنساني يجب أن يكون أقوى من صخب العنف والحروب”.

وسبق كلمة قداسته صلاة من أجل السلام رفع فيها الدعاء لضحايا الحروب والعنف في العالم، أعقبها وقفة صمت حدادًا على أرواح الضحايا، ثم مراسم رمزية لإشعال شموع السلام شارك فيها ممثلو الأديان كافة، في إشارة إلى وحدة الهدف والمصير الإنساني المشترك.

كما دعا البابا خلال كلمته إلى مكافحة الفقر والجوع، قائلاً: “كفى جوعًا وفقراً على الأرض”، مطالبًا ببذل مزيد من الجهود لمعالجة معاناة الفقراء وتعزيز روح الأخوّة بين الشعوب من خلال المصافحة وتبادل كلمة السلام.

وفي ختام المراسم، دعا البابا المشاركين إلى حضور الاحتفال الختامي بقاعة الفنون في الفاتيكان، حيث خُصصت حافلات لنقل المدعوين من موقع الفعالية إلى هناك.

الإمام الأكبر يشارك في افتتاح المؤتمر ويلتقي الرئيس الإيطالي

وشهد اليوم الافتتاحي للمؤتمر مشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي ألقى كلمة دعا فيها إلى تعزيز الحوار بين أتباع الديانات ونبذ خطابات الكراهية، مؤكدًا أن السلام هو القيمة الجامعة لكل الأديان.

وحضر الجلسة الافتتاحية رئيس الجمهورية الإيطالية وعدد من القيادات الدينية والفكرية العالمية. وقد استقبل الرئيس الإيطالي فضيلة الإمام الأكبر بالقصر الجمهوري في روما، حيث جرى بحث سبل دعم جهود الحوار الإنساني والتقارب بين الثقافات والأديان، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي في ترسيخ قيم السلام والتفاهم المشترك.

وأعرب الرئيس الإيطالي عن تقدير بلاده للدور الريادي للأزهر الشريف في نشر قيم الاعتدال ومكافحة التطرف، مثمنًا جهود الإمام الأكبر في قيادة مبادرات عالمية تدعو إلى السلام والتعايش الإنساني المشترك.