روما تكتب التاريخ: مليون ونصف متظاهر يهتفون لفلسطين ويواجهون حكومة ميلوني

 

روما 

إكرامى هاشم 

شهدت العاصمة الإيطالية روما، السبت، تظاهرة غير مسبوقة شارك فيها أكثر من مليون ونصف شخص، في ما أطلق عليه منظموها اسم "مليونية التحدي"، دعمًا للشعب الفلسطيني وتنديدًا بموقف الحكومة الإيطالية من الحرب على غزة.

منذ ساعات الصباح الأولى، توافدت الحشود من مختلف المدن الإيطالية إلى العاصمة، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتاف الشهير: “فلسطين حرة من النهر إلى البحر”. وامتدت المسيرة من ساحة سان باولو مرورًا بـ شيركا ماسيمو قرب مقر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وصولًا إلى الكلوسيوم، الذي تحوّل إلى ساحة تضامن عالمية نادرة المشهد.

طوفان بشري يهز العاصمة الإيطالية

امتلأت الشوارع والساحات المركزية بالمشاركين الذين تزيّن كثير منهم بألوان العلم الفلسطيني على وجوههم وملابسهم، في مشهدٍ رمزي عبّر عن وحدة إنسانية ضد الاحتلال والظلم.

ورصد مراسلو وسائل الإعلام المحلية والدولية مشاهد غير مألوفة في قلب روما: أنهار من البشر تهتف لغزة والحرية، بينما رفرفت الأعلام الفلسطينية في كل اتجاه.

هتافات ضد الحكومة الإيطالية

وحمل المتظاهرون لافتات تنتقد سياسات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، متهمين حكومتها بالانحياز الكامل لإسرائيل. ورفع بعض المشاركين صور ميلوني وعليها إشارة X حمراء، في تعبير رمزي عن رفضهم لما وصفوه بـ “تواطؤ الحكومة في معاناة الفلسطينيين”.


كما اعتبر المنظمون المظاهرة ردًا مباشرًا على تصريحات ميلوني الأخيرة التي سخرت فيها من الإضرابات الطلابية والنقابية المؤيدة لفلسطين.

شماريخ فلسطين وأغنية المقاومة

في ختام المسيرة، تحولت ساحة سان جوفاني إلى احتفال جماهيري واسع، حيث أضاءت الشماريخ بألوان العلم الفلسطيني سماء المدينة، وصدحت الحناجر بأغنية "بيلا تشاو"، أيقونة المقاومة الإيطالية ضد الفاشية، في مشهد جمع بين نضال الشعوب من أجل الحرية والكرامة.

رسالة من روما إلى العالم

شارك في المظاهرة ممثلون عن النقابات العمالية والحركات الطلابية والفنانين، إضافة إلى الجاليات العربية، ولا سيما الجالية الفلسطينية في إيطاليا.

وفي ختام اليوم، أكد المنظمون استمرار التحركات الشعبية حتى تتخذ الحكومة الإيطالية موقفًا واضحًا بقطع العلاقات العسكرية والتجارية مع إسرائيل ودعم الجهود الإنسانية لفك الحصار عن غزة.

بهذه التظاهرة غير المسبوقة، وجّه الشعب الإيطالي رسالة قوية إلى العالم مفادها أن صوت الحرية لا يُقمع، وأن ضمير الشعوب أبقى من سياسات الحكومات.