"قصة اللقاء الأخير بين عمر الشريف وابنه غير المعترف به في روما"
روما
كشف روبن دي لوكا، عالم النفس الإيطالي الشهير، عن صورة نادرة جمعته بالنجم العالمي الراحل عمر الشريف في لقاءهما الأخير بمدينة روما عام 2005، بعد أكثر من 20 عامًا من الانقطاع.
وقال دي لوكا عبر حسابه على «فيس بوك»: «كان ذلك في عام 2005، وكان عمري 35 عامًا، وأقام والدي في روما يومين فقط. عرفت الفندق الذي يقيم فيه وذهبت لمقابلته. تحدثنا كرجل لرجل، وليس كابن لأب، وطرحت عليه كل الأسئلة التي بقيت حبيسة داخلي منذ الطفولة والمراهقة».
القصة تعود إلى منتصف الثمانينات، حين ظهر الفتى الإيطالي المراهق روبن، ابن الصحفية الإيطالية لولا دي لوكا، ليخبر عمر الشريف بأنه والده. ورغم اعتراف الشريف في تصريحات سابقة للشاعرة والإعلامية إيناس الدغيدي أنه لم يشك في نسب روبن إليه قائلاً: «ماكانش عندي شك إنه ابني.. شبهي جدًا»، فإنه أضاف: «لكن الأبوة لا تُمنح في يوم وليلة».
وشهدت علاقة الطرفين لقاءات قليلة: الأول في منتصف الثمانينات، ثم عام 1996 حين دعا روبن والده لحفل تخرجه، وأخيرًا لقاء روما عام 2005، الذي كان آخر مرة يجتمعان فيها قبل رحيل عمر الشريف في 10 يوليو 2015.
ورغم عدم اعتراف الشريف الرسمي بابنه، لم يسعَ روبن وراء المال أو الشهرة، بل ركز على بناء مسيرته الأكاديمية. واليوم، وهو في الخامسة والخمسين من عمره، يعد دي لوكا واحدًا من أبرز خبراء علم النفس الجنائي في أوروبا، وله أكثر من 100 بحث في جرائم القتل المتسلسلة، ويعمل أستاذًا لعلم النفس الشرعي بجامعة «توشا» الإيطالية.
وروى دي لوكا أن لقاءه القصير بوالده كان له أثر نفسي عميق، قائلاً: «قضيت معه يومين، لكنهما استغرقا مني أكثر من عامين من العلاج النفسي لتجاوزهما. كتبت رقمي داخل كتاب أهديته له، لكنه لم يتصل بي أبدًا. ومنذ رحيله، قررت أن أنظر إلى الأمام فقط، محاولًا أن أكون أفضل رجل ممكن».
