المغرب: احتجاجات شبابية تكشف عن مطالب عاجلة في الصحة والتعليم
الرباط
شهدت عدة مدن مغربية خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات قادها شباب ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى "جيل زد 212"، مطالبين بإصلاحات عاجلة في قطاعات الصحة والتعليم، وسط تصاعد الغضب الشعبي عقب حوادث مأساوية في مستشفيات عمومية.
وتتمحور المطالب حول تحسين الخدمات الصحية عبر توظيف مزيد من الأطباء والممرضين وتجهيز المستشفيات، إضافة إلى إصلاح منظومة التعليم عبر تقليص الاكتظاظ داخل الفصول وتطوير المناهج والبنية التحتية. كما شدد المحتجون على ضرورة خلق فرص عمل للشباب ومراجعة أولويات الإنفاق العمومي، معتبرين أن المبالغ الضخمة المخصصة لتنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم 2030 تأتي على حساب القطاعات الأساسية.
وجاءت الاحتجاجات بعد وفاة ثماني سيدات حوامل في مستشفى الحسن الثاني بأغادير، ما اعتبره المحتجون دليلاً صارخاً على "الأزمة العميقة" التي يعيشها قطاع الصحة. كما انتقدوا ما وصفوه بـ"التفاوت الاجتماعي والجهوي"، خاصة في المناطق النائية والمتضررة من زلزال الحوز عام 2023 والتي ما تزال تعيش في بيوت مؤقتة.
من جهتها، اعترفت وزارة الصحة بوجود "اختلالات هيكلية" في القطاع، مؤكدة أنها بصدد تسريع فتح كليات جديدة للطب وتوظيف مزيد من الكوادر. غير أن ناشطين يرون أن الوعود الحكومية تبقى دون أثر ملموس.
ويرى مراقبون أن هذه الموجة تختلف عن الحركات الاحتجاجية السابقة، إذ يطغى عليها الطابع اللامركزي وغياب قيادة محددة، في وقت تتعامل السلطات الأمنية بحزم مع محاولات التصعيد، خصوصاً بعد اشتباكات مدينة القليعة التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وبينما لا تستهدف المظاهرات النظام الملكي، يظل التحدي الأساسي أمام الحكومة هو الاستجابة السريعة لمطالب الشباب، بما يضمن استقرار الأوضاع وتخفيف الاحتقان الاجتماعي.
