ماراثون زايد الخيري.. سباق تتّسع به خريطة الإنسانية

 


أحمد فاضل

في عالمٍ يتعطّش لقصص تُلهب الأرواح لا العناوين، يبرز ماراثون زايد الخيري كحكاية لا تُكتب بالحبر، بل بالمواقف والمبادرات، وبأرواحٍ تتسابق نحو غاية واحدة:

خدمة الإنسان.. كل إنسان، أيًّا كانت جنسيته أو ديانته أو لونه أو لغته.

هو أكثر من سباق.. إنه مرآة لرؤية زايد، ولرسالة دولة أرادت للإنسان أن يكون أولًا.. ودائمًا.

هو حدث لا تُقاس مسافته بالأمتار، بل بعمق الأثر، وصدق النية، وحرارة الرسالة.

ماراثون زايد لا يركض بجسد الرياضي فقط، بل يركض بالحلم، بالأمل، بالرحمة.. يركض في قلب مريض، وفي دمعة أم، وفي جناح مستشفى، وفي بحثٍ علمي يُنقّب عن أمل، ويتلمّس طريق الشفاء.

إنه نداء حياة، وميثاق أخلاقي، وترجمة حيّة لرؤية الإمارات للعالم:أن السباق الحقيقي ليس نحو خط النهاية.. بل نحو من ينتظر أن يُنقَذ.


في كل عام، يعود السباق لا ليُعيد نفسه، بل ليُعيد صياغة الضمير الإنساني.

وفي موسمه الجديد (2025–2026)، يكتب ماراثون زايد فصلًا جديدًا من فصوله اللامعة، فنراه يتمدّد بقوة غير مسبوقة، حاملاً روحه إلى: 6 محطات رئيسية عبر قارات الأرض: الصين، البرازيل، الإمارات، مصر، أمريكا، المجر.

هذه المحطات ليست عبورًا جغرافيًا.. بل عبورٌ إلى ضمائر العالم، حيث لا تدخل الإمارات متفرّجة، بل تقتحم الساحات باسم زايد، وبذراع الإنسانية.

ولأول مرة، تُضاف ثلاث دول دفعة واحدة إلى خارطة السباق، لكنه لا يعبرها كزائرٍ عابر،

بل يدخلها بخطى المسؤولية، حاملاً على كتفيه وجع المرضى، وعلى صدره وسام زايد

وفي مؤتمر صحفي استثنائي، عبّر الفريق الركن محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق، عن فلسفة هذا التوسّع قائلا:

“التوسّع الجغرافي غير المسبوق يجسد ثقة المجتمع الدولي في جوهر الرسالة التي يحملها السباق، ويؤكد عمق تأثيره في دعم المؤسسات الخيرية والصحية والإنسانية عبر العالم.

وإن ما يحظى به من دعمٍ راسخ من القيادة الرشيدة، هو ما ارتقى به من سباق رياضي، إلى منصة إنسانية عالمية، تجمع الشعوب على درب المحبة والسلام والتضامن.

كلمات الكعبي لم تكن تصريحًا، بل بوصلة أخلاقية ترشد السباق نحو غايته الأسمى: الإنسان، وخريطة تقول للعالم:

ماراثون زايد لا يُقاس بالأمتار ولا بالساعات.. 

بل يُقاس بالمعاني التي يزرعها، وبالأثر الذي يتركه، وبالقلوب التي يُضيئها وسط عتمة الحاجة.

في بكين، تنطلق أولى جولات الموسم الجديد في  21 سبتمبر بلحظة فريدة عبر سباق الروبوتات، في اندماج ملهم بين التقنية والرحمة.

ثم ريو دي جانيرو، 5 أكتوبر، حيث تهتف القلوب للإنسان قبل أن تهتف للسرعة.

ثم أبوظبي، 29 نوفمبر، حيث ترتفع راية السباق تزامنًا مع اليوم الوطني للإمارات.. 

فتُضاف الوطنية إلى الإنسانية، وتكتمل الصورة.

وفي القاهرة، 26 ديسمبر، لا تُضاء الشوارع بالأضواء فقط.. بل تُضاء بأملٍ موزّع على ملايين القلوب، بسباق يوزّع 20 مليون جنيه مصري لأجل من يستحق، ويُعيد تعريف “السرعة” على أنها سرعة اليد حين تمتد لإنقاذ غيرها.

ثم ميامي، 31 يناير 2026، وصولٌ إلى قلب الغرب، لا بالشعارات، بل بالفعل والموقف.

وأخيرًا، بودابست، مايو 2026، حيث تُختتم الجولة.. لكن الرسالة لا تُختتم، بل تُشعل من جديد.

ومنذ العام 2001، وماراثون زايد لا يتوقّف،

لأن القيم التي حملها لم تُخلق لتتوقّف.. بل لتكبر، وتتوسّع، وتُورّث.

إنه ليس سباقًا على الميداليات.. بل مسيرة كرامة، ومحرّك للبحث العلمي، وأداة للإنقاذ، وصوت لمن لا صوت له.

هو السباق الذي ينقذ من نسيهم العالم في زوايا الصمت والانتظار.

زايد.. لم يكن حاكمًا فحسب، بل بوصلة ضمير في زمنٍ انكسرت فيه الاتجاهات،

وكان نوره ملاذًا حين خفتت أنوار الرحمة.

وما ماراثون زايد إلا جذوة من تلك الروح النادرة، تشتعل كل عام في مدينة، وتُضيء ليلًا آخر من ليالي الألم الإنساني.

ماراثون زايد ليس حدثًا رياضيًا.. بل فلسفة إنسانية، وقبلة أخلاقية، ومنصة لإعادة ترتيب أولويات هذا العالم المرهق.

ختاما، ماراثون زايد هو  السباق الوحيد الذي كلما انتهى، اشتعل من جديد، لأنه  ببساطة.. لا ينتهي عند خط النهاية.. بل يبدأ من هناك، من حيث يبدأ الأمل في عيون المحتاجين، فالسباق الذي وُلد من قلب زايد، لا يعرف خطًا للنهاية.. بل كل نهاية فيه، هي إشعال لبداية جديدة، ونبض آخر يُمنح لحياةٍ كانت على حافة الألم.