ثلايكوثل"... طقس الموت الرحيم أم جريمة قتل مغلّفة بالرحمة؟
نيودلهي
في قرى معزولة بولاية تاميل نادو جنوب الهند، يتوارى خلف جدران الطين طقسٌ تقليدي يحمل اسم "ثلايكوثل" (Thalaikoothal)، يصفه البعض بأنه "موت رحيم"، بينما يراه آخرون أحد أبشع أشكال القتل العائلي المنظم.
الطقس يُمارَس عادة بحق كبار السن، حين تعتبرهم العائلات عبئًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا. تبدأ العملية بشكل هادئ: يُحمّل المسن من فراشه، يُدهن جسده بزيوت دافئة كما لو كان في طريقه لحضور مناسبة سعيدة، ثم يُسجى على الأرض الباردة في ساعات الفجر الأولى.
لكن ما يحدث بعد ذلك ليس له علاقة بالرحمة، بل بالقتل المتعمد. يُسكب على جسده ماء مثلج، مرة تلو الأخرى، حتى تنهار مقاومة جسده وتبدأ أعضاؤه في الفشل. ثم يُجبر على شرب كميات كبيرة من ماء جوز الهند، وهي مادة غنية بالبوتاسيوم قد تسبب فشلًا كلويًا حادًا، خصوصًا لدى كبار السن. وإذا لم يُجدِ ذلك نفعًا، يتم اللجوء إلى وسائل أخرى مثل سدّ أنفه وفمه بالحليب أو تركه دون طعام ودواء حتى ينهار جسده تدريجيًا.
الجيران يعرفون، والأطباء يصمتون، والدولة تدرك، لكن الجريمة تُسجل تحت بند "الوفاة الطبيعية". لا تحقيق، ولا مساءلة، فقط صمت جماعي تفرضه الأعراف الاجتماعية.
ورغم أن مئات الحالات تسجَّل سنويًا، إلا أن معظمها لا يُدرج ضمن الجرائم، بل يُغلف بكلمة "الرحمة" التي تخفي خلفها نظامًا اجتماعيًا يشرعن قتل الأب أو الجد عندما يصبح "عبئًا".
في قرى مثل راماناثابورام، فيرودوناجار، ومادوراي، لا يموت الإنسان عندما يتوقف قلبه، بل عندما تقرر عائلته أنه "كفى".